أظهر استطلاع أمريكي للرأي جرى في دول عربية أن الرئيس بشار الأسد تصدر قائمة القادة العرب الأكثر شعبية, كما بين الاستطلاع أن الأسد كان القائد العربي الوحيد بين أكثر زعماء العالم شعبية, في حين احتل حسن نصر الله صدارة أكثر الزعماء السياسيين شعبية البلاد العربية.
وقال الاستطلاع الذي أجرته "جامعة ميريلاند" في 6 دول عربية إن "الزعامات الخمس الأكثر شعبية في العالم العربي الرئيس السوري بشار الأسد، ورئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، والرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، والرئيس الإيراني أحمدي نجاد، وأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله, إضافة إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل".
ويأتي تصدر الرئيس الأسد لهذا الاستطلاع للعام الثاني على التوالي, إذ اظهر ذات الاستطلاع الذي تجريه جامعة ميريلاند بالتعاون مع مؤسسة الزغبي الدولية لاستطلاعات العام الماضي أن الرئيس الأسد تصدر قائمة القادة العرب الأكثر شعبية في الشارع العربي، والثاني عالميا.
وبين استطلاع الرأي أن " من بين الرؤساء العرب نال الرئيس الأسد النسبة العليا من التأييد، وهو الرئيس العربي الوحيد الذي ورد اسمه في قائمة الزعامات الأكثر شعبية".
ويقول خبراء ومراقبون إن تصدر الرئيس الأسد العام الماضي والجاري لهذا الاستطلاع ناتج من الدور الفريد الذي لعبه الرئيس الأسد خلال السنوات الماضية في المنطقة، وظهر فيه من بين جميع الرؤساء والملوك بوصفه الزعيم العربي المعبِّر عن وجدان الشارع في تبنِّيه المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية، وبما حصده عالميًّا من مكانة وتأثير يحظيان بالاعتراف المعلن، إلى جانب تراكم إنجازات كبيرة لموقع سورية ولدورها الإقليمي بدون تقديم أي تنازلات، إضافة إلى أسلوبه في إدارة التحالفات والشراكات السورية الآخذة بالتوسع في فضاء المنطقة.
وأشار الاستطلاع إلى أنه "في النظرة إلى القيادات والزعامات الأكثر شعبية، يتبيَّن أن السيد حسن نصر الله هو الأكثر شعبية من بين الزعماء السياسيين في البلاد العربية كما حل خالد مشعل في مقدمة الزعامات الفلسطينية على صعيد الرصيد الشعبي".
وتكرر هذا الواقع طيلة السنوات الماضية كحصيلةٍ لاستطلاعات الرأي في العالم العربي الأمر الذي يعد مؤشرا مهما حول اتجاه الرأي العام في البلاد العربية, ووقوفهم خلف ما يسمى بمحور "الممانعة" الرافض لتقديم التنازلات لإسرائيل.
وحول الزعماء غير العرب, عبَّر الشارع العربي في تصويته بتفضيل زعماء هم " أردوغان ونجاد وتشافيز".
ويعد القادة الثلاثة ودولهم من أكبر الداعمين للقضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وجدد المستطلعون اعتقاد الشارع العربي أن "الانحياز الأمريكي إلى إسرائيل يجعل الولايات المتحدة في موقع الأعداء لا الأصدقاء".
ويأتي هذا الاستطلاع متسقا مع ما ذهب إليه استطلاع العام الماضي حين وضع المستطلعون حينها إسرائيل كأكبر خطر يواجه المنطقة إذ كان لها النصيب الأكبر من الأصوات "88%، تلتها الولايات المتحدة الأمريكية بـ77%".
وحمل الاستطلاع لهذا العام مؤشرًا ومهمًّا على التأييد الكاسح الذي قارب 80% لدى الرأي العام العربي لـ"حق إيران في برنامجها النووي؛ حيث وجد ما يتجاوز النصف أن امتلاك إيران الأسلحة النووية أمر مُرحَّب به".
وتشهد العلاقات بين إيران والغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة توترا كبيرا خاصة فيما يخص الملف النووي, حيث تقول طهران انه مخصص للأغراض السلمية, في حين يقول الغرب إن الملف النووي الإيراني ذو طبيعة عسكرية.
وبلغ عدد المستطلعين في الاستطلاع الذي تجريه الجامعة الأمريكية مطلع كل صيف منذ العام 2002 ويذيع نتائجه مركز "سابان" للدراسات حوالي أربعة آلاف شخص.