"أجريت مراجعة نقدية لعلاقتي بسورية، وكانت هناك أخطاء.. ومن الظلم القول إن سورية تتدخل في شؤوننا الداخلية عندما تستقبل شخصيات لبنانية"
قال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إننا متجهون نحو علاقة جدية وصحيحة وأخوية مع سورية لا تراجع عنها، وهي مبنية على الصراحة والتشاور الصادق مع الرئيس بشار الأسد بكل الأمور, فيما أشار إلى انه من الظلم القول إن سورية تتدخل في شؤوننا الداخلية عندما تستقبل شخصيات لبنانية.
وقال الحريري في حديث لصحيفة الحياة اللندنية نشر يوم الجمعة إنني "عندما ازور سورية الآن أشعر في مكان ما أني أزور بلداً شقيقاً وصديقاً جداً على رغم أنه كان لزيارتي الأولى طابع صعب", مضيفا إننا "متجهين نحو علاقة جدية وصحيحة وأخوية مع سورية لا تراجع عنها، وهي مبنية على الصراحة والتشاور الصادق مع الرئيس بشار الأسد بكل الأمور أكانت عادية أو حساسة".
وكان الرئيس الحريري قام بزيارة سورية 4 مرات منذ توليه منصبه قبل 8 أشهر, كان آخرها الأحد الماضي حيث أجرى 3 لقاءات مع الرئيس بشار الأسد تناولت العلاقات الثنائية وسبل تطويرها والمستجدات على الساحة الإقليمية.
وأوضح الحريري أنه "أجرى مراجعة نقدية لعلاقته بسورية، وأنه كانت هناك أخطاء"، معتبراً أن "من ينطلق من أنه لم يرتكب أي غلطة يكون يرتكب أول غلطة لأن ليس هناك من لا يخطئ في السياسة أو في حياته الشخصية أو في تعامله مع أصدقائه فما بالك حين تتعامل مع قضية في حجم العلاقة مع سورية".
وتابع الحريري "من المؤكد أن هناك أخطاء ارتكبت وأن أموراً صحيحة قمنا بها لكن يجب أن نتعلم من الماضي لنبني للمستقبل وإذا عشنا على أطلال الماضي ومآسيه فلن نتقدم", مضيفا "لقد تعلمت الكثير خلال السنوات الخمس الماضية والأمر الأساسي الذي تعلمته هو أن يكون المرء صادقاً مع نفسه ومع الناس".
وفي نفس السياق, قال رئيس الحكومة اللبنانية انه "من الظلم القول إن سورية تتدخل في شؤوننا الداخلية عندما تستقبل شخصيات لبنانية لأن كثيرين من حلفائي وحتى المقربين مني يسافرون إلى دول عربية عدة", مضيفا "هناك تدخل إيجابي وحين حصل التوافق السعودي– السوري لا أحد يستطيع أن ينكر أنه أدى إلى حكومة وحدة وطنية، أو ليس هذا تدخلاً إيجابياً؟".
وترتبط سورية بعلاقات جيدة مع معظم القوى السياسية اللبنانية, إلا أنها أعلنت مرارا أنها لن تتدخل بالشأن السياسي اللبناني الداخلي وأنها تتعامل مع المؤسسات الرسمية اللبنانية وليس مع أشخاص.
وشهدت العلاقات السورية اللبنانية تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة تمثلت بتبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين لأول مرة في تاريخهما, والعمل على حل الملفات العالقة كترسيم الحدود والمفقودين, وصولا إلى انعقاد اجتماع هيئة المتابعة والتنسيق المشتركة الأحد الماضي والتي أسفر عنها توقيع 18 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرتوكول تنفيذي في كافة المجالات.