السنيبله واحدة من القرى الاستثنائية في محافظة اللاذقية كونها تعانق القمم الجبلية المرتفعة والضباب لا يتركها صيفاً وشتاءً لتبدو وكأنها أشبه "بلندن" التي يطلق عليها مدينة الضباب فظلام الضباب يخيم على طبيعتها الجبلية ما يضطر زائرها وسكانها إلى أخذ الاحتياط والالتزام بملابس دافئه.
تتوسط قرية "السنيبله" مدينتي القرداحة وجبلة فالوصول إليها يتم من عدة طرق غير أنها تتبع مدينة القرداحة إدارياً كما يقول محمد أسبر من سكان القرية. ويضيف.. يقال ان السنيبله تتبع قرية حرف المسيترة التي تبعد بضعة أمتار عن قريتنا والمعروف أن أبناء حرف المسيترة ينحدرون من جد واحد يدعى عبد الله الساتر ونحن أيضاً ننحدر من جد يدعى "عبد الله" بالسنيبله وقد كان اسم القرية سابقاً سنبالو نسبة إلى حي من أحياء قرية حرف المسيترة غير أن اسمها أصبح الآن السنيبله.
يقول توفيق سليم من سكان القرية.. أن السنيبله لم تكن قرية قبل 500 عام وإنما عبارة عن حي يتبع قرية حرف المسيترة الكبيرة غير أنه مع تزايد عدد السكان باتت "السنيبله" تشكل قرية كبيرة وانفصلت عن حرف المسيترة وبات لها اسم خاص بها غير أن مضمون اسمها ما يزال يشير إلى القرية الكبيرة. وفيما يخص عدد سكان القرية يضيف سليم.. الاحصائيات التي أجريت على عدد السكان شملت قرى شنبرتي السنيبلة سنبالو سنقالين بزرمو الشقوق وهي معظمها تتبع قرية "حرف المسيترة" التي تعني طرف شيء أو التستر على شيء ويبلغ عدد سكان تلك القرى بما فيها السنيبله 7500 نسمة.
وقد يخيل إلى البعض من زوار "السنيبله" بأنها منطقة خالية من الخدمات غير أن الواقع يشير إلى عكس ذلك إذ تتوفر بها المدارس الابتدائية والثانوية وبفضل وجود "حرف المسيترة" بجانبها جعلتها من القرى المخدمة من ناحية توفر عيادات طبية وصيدليات ومحال ألبسة وغيرها من الأشياء الأخرى كما يقول ظافر أحمد من سكان القرية. ويضيف.. شتاء السنيبله قاس جداً بسبب ارتفاعها وعلوها عن سطح البحر وانفتاحها من معظم الجهات الأمر الذي يجعل الهواء يهب شرقاً وغرباً مشكلاً طقساً شديد البرودة كما أن الثلوج تغطي القرية شتاء وفي أحيان كثيرة تنقطع الطرق من سماكة الثلج.
وعلى غرار أغلب القرى الجبلية يعمل سكان قرية السنيبله بالزراعة بمختلف أنواعها من زراعة التبغ والبصل والثوم والحمص والعدس وغيرها من الزراعات التي تناسب طبيعة المنطقة غير أن نقص الموارد المائية ساهم في انصراف البعض من المزارعين عن ممارسة تلك الزراعات التي كانت تشتهر بعضويتها كونها خالية من السماد والمواد الكيمائية كما يقول أبو علي أسعد من سكان المنطقة. ويضيف.. أراضي قريتنا تحتوي على سماد طبيعي إذ تنمو بها مختلف أنواع الحشائش التي تشكل سمادا طبيعيا لهذه الأراضي ولا أذكر أنني سبق وقمت بتسميد أرضي بل دائماً اعتمد على الطبيعة في ذلك وهي لا تخذلني أبداً وكما أنني في فصل الصيف نادراً ما أقصد محال الخضراوات كونها متوفرة بأرضي ما يطعمني وعائلتي معظم أيام الصيف كما أنني أزرع الفاصولياء والملوخية والبامياء مونة لفصل الشتاء.
20110818-162350.jpg
ولا يزال أهالي السنيبله يحافظون على عادات التعاون الاجتماعي التي تربوا عليها حتى الآن إذ اننا نساعد المحتاج من أبناء القرية من خلال جمع مبلغ من المال وتقديمه له وكذلك نقيم مأدبة عشاء على شرف سكان القرية بهدف تعميق أواصر المحبة والأخوة و نقيم النذور والقرابين من أجل استمرار التعاون فيما بيننا وادامة الصحة والخير علينا كما يقول سامر صالح من سكان القرية.
تبعد "السنيبله" عن مدينة القرداحة 14 كيلو مترا وعن مدينة جبلة 26 كيلو مترا كما أن طريق مواصلاتها تمر بالعديد من القرى الجميلة مثل البودي والعرقوب والمرداسية وشمبوطين وتطل على العديد من القرى الأخرى مثل العامود والقليله وعوينة الريحان.