أم عمار : طبعاً عاهرة .. اسألني أنا .. هكذا بنات أعرفُ ميولهن من إيقاع مشيتهن .. من لون طلاء شفاههن .. لقد كانت والعياذ بالله من النوع الساقط الفاجر ..
الزبال : يا سيدي أنا لن أحكمَ عليها .. ولا يهمّني أمرها .. ولكنني قلتُ لك .. حملتُ كيس الزبالة الموضوع أمام بيتها ووجدتُ فيه مجموعة من الأقراص الليزرية .. كلها أفلام إباحية .. ماذا يعني ذلك ؟ .. لا أريد التكلم أكثر ..
ابن الجيران : قطعَ الله عُمرها .. الفتيات الأجمل والأصغر منها عندي في الجامعة .. لم يكسبن مني ولو كلمة واحدة .. شرفتي أما شرفتها .. كانت تغير ملابسها أمامي وتغريني .. يا لطيف .. مُدرّسة أطفال تقوم بهذا الفعل ؟ .. أنا شخصياً لن أرسل أطفالي في المستقبل للمدرسة ..
الصيدلي : لا أريد كشف أسرار زبائني .. ولكن من أجل تحقيق العدالة سأقول .. منذ أن انتقلتْ هذه المرأة للسكن في الحي وعيون الناس لم تفارقها .. اسمع .. الجميع يعرف أنها غير متزوجة وليس لديها قريبات في المدينة .. إذاً ما حاجتها لحبوب منع الحمل .. نعم ياسيدي .. وفي المرة الأخيرة اشترت من عندي حبوباً منوّمة .. كانت تدعي الإرهاق ..
المصور : أقسم بالله العظيم أن شعر رأسي ازداد شيباً من صورها التي وصلتني .. جلبها إلي شخص قالَ أنها وصلته عبر الإيميل .. ولكني أقنعته بحذف هذه الصور وعدم " تحميضها " ولكن إن شئت يا سيدي فأنا احتفظت بمجلد صغير لهذه الصور .. قلبي ألهمني بذلك .. هل أُحضره ؟
الدلال : أستغفر الله العظيم .. حسبي الله ونعم الوكيل .. هذا هو جزاء من يفعل الخير .. لقد أرسلت على هاتفي الجوال رسالة تقول فيها " أنا أحتاجك تعال إلي بسرعة " .. ظننت أنها مريضة .. يا ويلها من عذاب الله .. الحمد لله أن كل الناس يعرفون حقيقتها وإلا فقد كانت ستشوه صورتي أمام كل الحي ..
المحامي : ساقطة ومجنونة .. بكل وقاحة كلّفتني بالقضية .. قمتُ بأمور الدعوة واستكملت كل شيء .. وذلك لكي أوقعها بالدليل القاطع .. لقد راودت الدلال عن نفسه لتشويه سمعته وابتزازه والحصول على تعويض مالي باهظ .. ولكنني أحترم شرف مهنتي وأعمل لتطهير هذا الوطن من شروره ومجرميه .. وأؤمن بالعدالة التي ستقول كلمتها .. وخصوصاً بعد إفادات الجوار وبعد الصور والدلائل الموجودة في منزلها ...
قبل أسبوعين .............
كان الحي يعجُّ بحركة الأطفال .. وكانت النساء يمددنَ رؤوسهن من النوافذ .. يحبكنَ الأحاديث والقصص في ذلك الصيف الحار .. كانت " حياة " مُتفائلة بالرقم تسعة الذي استقبلها على أحد جدران الحي .. انتهى الدلال من تعريف حياة بمنزلها الجديد وأعطاها رقم هاتفه الجوال بعد أن حكى لها عن مغامرة قام بها مع والدها المرحوم " صديقه القديم " .. سلّمها مفتاح البيت وخرج .. منزل صغير ولكنه جميل ذو شُرفةٍ تحمل نسمات من الغرب .. أم عمار في الطابق الثالث علمتْ أن هناك امرأة وحيدة انتقلت مُجدداً للعيش في المبنى ذاته فنزلت لتبارك لها .. شربتْ معها فنجاناً من القهوة وعرفت أنها قد أتت من مدينة أخرى لكي تُدرّس في المرحلة الابتدائية هنا .. ابن الجيران في الشرفة المقابلة رأى أم عمار تجلس مع الجارة الجديدة فأضمر الشر في نفسه ..
أم عمار أرملة لها سوابق في بيوت الدعارة .. لقد كان لها دور في انحراف نصف نساء الحي .. ولكنها وللأسف دخلتْ قلب حياة وتغلغلت فيها .. عندما غادرت أم عمار كانت حياة مُتعبة جداً فغيرت ملابسَها ولبست رداءً خفيفاً ونامت على الكرسي الكبير أثناء مشاهدتها للتلفاز ..لم تنتبه لباب شرفتها المفتوح .. في هذه الأثناء شاهدها ابن الجيران المُتواري في عتمة شرفتهِ وتحركت غرائزه الحيوانية ورأى أن يقوم بمغامرة صغيرة .. لقد ظنّ أنها من النوع الساقط فوضع مجموعة من الأفلام الإباحية في كيس أسود وتركه قرب باب منزلها ورنّ الجرس وهرب ..
في الصباح الباكر توجّه الزبال كعادته ليحمل أكياس القمامة من أمام المنازل .. تلمس الكيس بيده .. فتحهُ .. وضعه في جيبه .. وفي المنزل رأى ما رآه في هذه الأفلام .. لقد كان سعيداً جداً بهذا الاكتشاف وقرر أن يقوم بمغامرة صغيرة أيضاً ..
بعد عدة أيام من صداقة أم عمار لحياة استطاعت أم عمار إقناعها أنها متزوجة بشرع الله من رجل يقربها ولكن لا أحد من الحي يعلم بذلك .. بكتْ أم عمار لهذا الوضع .. وطلبت من حياة مساعدتها بشأنٍ من شؤون النساء .. طلبت منها أن تُحضر لها من الصيدلية حبوباً لمنع الحمل .. وما كان لحياة المُتعلمة اللطيفة والغريبة عن هذه المدينة أن ترفض طلب صديقتها الوحيدة ..
الصيدلي يعرف أن حياة غير متزوجة .. لمن الحبوب إذاً ؟ .. عليه أن يعرف ..
بعد يومين توجّه الزبال بطقم عرسه القديم لمنزل حياة .. كان يحمل بيده الكيس الأسود ويتكلم بصوت مُنخفض .. قال لها أنه لن يذيع سرها في حال استجابت لما يريد .. ذهلت حياة من مطلبه وأغلقت الباب في وجهه .. هاجَ الزبال كثور وأخذ يخبط على الباب بيديه ويهددها بالفضيحة ..
ما الذي يحدث ؟ .. من أين أتى هذا الرجل ببلواه .. صُدمت حياة لما جرى ومرضت حينها .. شيء لا يُصدق .. أقنعتها أم عمار أنها بحاجة لطبيب .. صيدلي الحي يفهم في كل شيء .. الصيدلي زبون قديم وثمين .
اقتربت أم عمار من أذن الصيدلي وهمست له .. " سأدخلك منزلها .. أنت وشطارتك .. ادفع أولاً "
لقد كان الصيدلي يتظاهر بفحص أجزاء معينة من جسمها بحضور أم عمار التي كانت تلعب بهاتفها الجوال .. انتفضت حياة فجأة وطلبت من الصيدلي الخروج من بيتها .. تمسكن الصيدلي وادعى أنه يقوم بفحصها لا أكثر .. أحسّت حياة أنها بالغت في ردةِ فعلها فطلبتْ منه بكل هدوء أن يخرج من المنزل .. أعطاها الصيدلي علبة من الحبوب المنومة وغمز بعينه أم عمار وخرج .. ولكن هذه الليلة مرت بسلام ..
أم عمار دفعت للمصور ضعف المبلغ لكي " يُحمّض " لها الصور التي تجمع حياة والصيدلي في أوضاع مشبوهة .. لقد صورتْ أم عمار بجوالها بعض الصور التي من الممكن فهمها على وجه خاطئ .. تريد الضغط على حياة وقيادتها لطريق العهر .. في نفس الوقت رأى المصور أن يحتفظ بنسخةٍ من الصور على سبيل الاحتياط ودون علم أم عمار ..
وبعد يومين من هذه الحادثة وبينما كانت حياة جالسة على كرسي في حديقة الحي .. اقترب منها المصور وادعى أنه فاعل خير وأنه مُرسل من قبل شخص يريد أن يؤذيها بمجموعة من الصور المأخوذة لها مع شخص غريب .. طلب منها الهدوء .. وأخبرها أنه عليها دفع مبلغ مُعيّن مقابل تمزيق هذه الصور .. وإن لم توافق سيضطر ذلك الشخص لفضحها ونشر صورها ..
عادتْ حياة للمنزل مسلوبة العقل .. لم تنتبه للظرف البني الموجود على عتبة بابها .. كانت الأشياء من حولها تدور وتدور و تدور .. كانت ترتجف وتبكي من هول الصدمة .. اتصلت بالدلال " صديق والدها " .. لكنه لا يُجيب .. أرسلت له رسالة لم تعرف كيف صاغتها وما الذي كتبته " أنا أحتاجك .. تعال إلي بسرعة " كانت حياة مُنكمشة على نفسها وفي عقلها تدور ألف فكرة وفكرة .. عندما جاء الدلال بعد ساعة وفتح الظرف البني الذي بداخله صورها بوضعيات مشبوهة .. هرعَ إليها ليسألها عما جرى .. لا بد أنه سيساعدها .. إنه صديق والدها .. لقد قبلتْ يديه وتوسلت إليه بجنون ليخرجها من هذه الورطة .. تريد الرحيل ولكن ليس بطريقة تؤكد ما يُقال عنها .. لقد حضنها بذراعيه ومسح على شعرها .. وفي عينيه لمعة مَكر .. توجه الدلال للمطبخ ليحضر لها كوباً من العصير فوجد على الطاولة علبة من الحبوب المنومة ...
هذا هو صديق أبيها الطيّب السمعة .. يستغل سكون الفراشة وينتزع جناحيها .. يستغل ضعف الياسمينة ويقطفها .. لقد قام بعمله الذي هيّأه له مجموعة من سكان هذا الحي بمختلف شرائحهم .. لقد اغتصبها .
وماذا بعد ذلك .. هل تنفع الشكوى ؟ .. هل تنفع المحاكم ؟ .. حتى محاميها رضخ لضغوط و مال الدلال وادعى أن موكلتهُ قامت بفعلتها وراودت الدلال عن نفسه وضللتْ العدالة للحصول على المال .. وهاهي الرسالة على الجوال .. وهاهي علبة الحبوب التي ابتاعتها من الصيدلي .. وهاهي صورها المشينة التي تثبت عهرها .. وهاهي إفادات الجوار الذين كشفوا أفعالها العاهرة ..
" ليست الحقيقة هي كل ما نراه ونسمعه ..
للحقيقة وجه آخر ..
لأن عالمنا مجنون ..
يغيب عنه العدل .. يغيب عنه الحب .. يغيب عنه الإنسان ..
ولن تكون أبداً مطرقة القاضي هي النقطة الأخيرة في صفحة العدالة . "
.. رُفعت الجلسة ..
الزبال : يا سيدي أنا لن أحكمَ عليها .. ولا يهمّني أمرها .. ولكنني قلتُ لك .. حملتُ كيس الزبالة الموضوع أمام بيتها ووجدتُ فيه مجموعة من الأقراص الليزرية .. كلها أفلام إباحية .. ماذا يعني ذلك ؟ .. لا أريد التكلم أكثر ..
ابن الجيران : قطعَ الله عُمرها .. الفتيات الأجمل والأصغر منها عندي في الجامعة .. لم يكسبن مني ولو كلمة واحدة .. شرفتي أما شرفتها .. كانت تغير ملابسها أمامي وتغريني .. يا لطيف .. مُدرّسة أطفال تقوم بهذا الفعل ؟ .. أنا شخصياً لن أرسل أطفالي في المستقبل للمدرسة ..
الصيدلي : لا أريد كشف أسرار زبائني .. ولكن من أجل تحقيق العدالة سأقول .. منذ أن انتقلتْ هذه المرأة للسكن في الحي وعيون الناس لم تفارقها .. اسمع .. الجميع يعرف أنها غير متزوجة وليس لديها قريبات في المدينة .. إذاً ما حاجتها لحبوب منع الحمل .. نعم ياسيدي .. وفي المرة الأخيرة اشترت من عندي حبوباً منوّمة .. كانت تدعي الإرهاق ..
المصور : أقسم بالله العظيم أن شعر رأسي ازداد شيباً من صورها التي وصلتني .. جلبها إلي شخص قالَ أنها وصلته عبر الإيميل .. ولكني أقنعته بحذف هذه الصور وعدم " تحميضها " ولكن إن شئت يا سيدي فأنا احتفظت بمجلد صغير لهذه الصور .. قلبي ألهمني بذلك .. هل أُحضره ؟
الدلال : أستغفر الله العظيم .. حسبي الله ونعم الوكيل .. هذا هو جزاء من يفعل الخير .. لقد أرسلت على هاتفي الجوال رسالة تقول فيها " أنا أحتاجك تعال إلي بسرعة " .. ظننت أنها مريضة .. يا ويلها من عذاب الله .. الحمد لله أن كل الناس يعرفون حقيقتها وإلا فقد كانت ستشوه صورتي أمام كل الحي ..
المحامي : ساقطة ومجنونة .. بكل وقاحة كلّفتني بالقضية .. قمتُ بأمور الدعوة واستكملت كل شيء .. وذلك لكي أوقعها بالدليل القاطع .. لقد راودت الدلال عن نفسه لتشويه سمعته وابتزازه والحصول على تعويض مالي باهظ .. ولكنني أحترم شرف مهنتي وأعمل لتطهير هذا الوطن من شروره ومجرميه .. وأؤمن بالعدالة التي ستقول كلمتها .. وخصوصاً بعد إفادات الجوار وبعد الصور والدلائل الموجودة في منزلها ...
قبل أسبوعين .............
كان الحي يعجُّ بحركة الأطفال .. وكانت النساء يمددنَ رؤوسهن من النوافذ .. يحبكنَ الأحاديث والقصص في ذلك الصيف الحار .. كانت " حياة " مُتفائلة بالرقم تسعة الذي استقبلها على أحد جدران الحي .. انتهى الدلال من تعريف حياة بمنزلها الجديد وأعطاها رقم هاتفه الجوال بعد أن حكى لها عن مغامرة قام بها مع والدها المرحوم " صديقه القديم " .. سلّمها مفتاح البيت وخرج .. منزل صغير ولكنه جميل ذو شُرفةٍ تحمل نسمات من الغرب .. أم عمار في الطابق الثالث علمتْ أن هناك امرأة وحيدة انتقلت مُجدداً للعيش في المبنى ذاته فنزلت لتبارك لها .. شربتْ معها فنجاناً من القهوة وعرفت أنها قد أتت من مدينة أخرى لكي تُدرّس في المرحلة الابتدائية هنا .. ابن الجيران في الشرفة المقابلة رأى أم عمار تجلس مع الجارة الجديدة فأضمر الشر في نفسه ..
أم عمار أرملة لها سوابق في بيوت الدعارة .. لقد كان لها دور في انحراف نصف نساء الحي .. ولكنها وللأسف دخلتْ قلب حياة وتغلغلت فيها .. عندما غادرت أم عمار كانت حياة مُتعبة جداً فغيرت ملابسَها ولبست رداءً خفيفاً ونامت على الكرسي الكبير أثناء مشاهدتها للتلفاز ..لم تنتبه لباب شرفتها المفتوح .. في هذه الأثناء شاهدها ابن الجيران المُتواري في عتمة شرفتهِ وتحركت غرائزه الحيوانية ورأى أن يقوم بمغامرة صغيرة .. لقد ظنّ أنها من النوع الساقط فوضع مجموعة من الأفلام الإباحية في كيس أسود وتركه قرب باب منزلها ورنّ الجرس وهرب ..
في الصباح الباكر توجّه الزبال كعادته ليحمل أكياس القمامة من أمام المنازل .. تلمس الكيس بيده .. فتحهُ .. وضعه في جيبه .. وفي المنزل رأى ما رآه في هذه الأفلام .. لقد كان سعيداً جداً بهذا الاكتشاف وقرر أن يقوم بمغامرة صغيرة أيضاً ..
بعد عدة أيام من صداقة أم عمار لحياة استطاعت أم عمار إقناعها أنها متزوجة بشرع الله من رجل يقربها ولكن لا أحد من الحي يعلم بذلك .. بكتْ أم عمار لهذا الوضع .. وطلبت من حياة مساعدتها بشأنٍ من شؤون النساء .. طلبت منها أن تُحضر لها من الصيدلية حبوباً لمنع الحمل .. وما كان لحياة المُتعلمة اللطيفة والغريبة عن هذه المدينة أن ترفض طلب صديقتها الوحيدة ..
الصيدلي يعرف أن حياة غير متزوجة .. لمن الحبوب إذاً ؟ .. عليه أن يعرف ..
بعد يومين توجّه الزبال بطقم عرسه القديم لمنزل حياة .. كان يحمل بيده الكيس الأسود ويتكلم بصوت مُنخفض .. قال لها أنه لن يذيع سرها في حال استجابت لما يريد .. ذهلت حياة من مطلبه وأغلقت الباب في وجهه .. هاجَ الزبال كثور وأخذ يخبط على الباب بيديه ويهددها بالفضيحة ..
ما الذي يحدث ؟ .. من أين أتى هذا الرجل ببلواه .. صُدمت حياة لما جرى ومرضت حينها .. شيء لا يُصدق .. أقنعتها أم عمار أنها بحاجة لطبيب .. صيدلي الحي يفهم في كل شيء .. الصيدلي زبون قديم وثمين .
اقتربت أم عمار من أذن الصيدلي وهمست له .. " سأدخلك منزلها .. أنت وشطارتك .. ادفع أولاً "
لقد كان الصيدلي يتظاهر بفحص أجزاء معينة من جسمها بحضور أم عمار التي كانت تلعب بهاتفها الجوال .. انتفضت حياة فجأة وطلبت من الصيدلي الخروج من بيتها .. تمسكن الصيدلي وادعى أنه يقوم بفحصها لا أكثر .. أحسّت حياة أنها بالغت في ردةِ فعلها فطلبتْ منه بكل هدوء أن يخرج من المنزل .. أعطاها الصيدلي علبة من الحبوب المنومة وغمز بعينه أم عمار وخرج .. ولكن هذه الليلة مرت بسلام ..
أم عمار دفعت للمصور ضعف المبلغ لكي " يُحمّض " لها الصور التي تجمع حياة والصيدلي في أوضاع مشبوهة .. لقد صورتْ أم عمار بجوالها بعض الصور التي من الممكن فهمها على وجه خاطئ .. تريد الضغط على حياة وقيادتها لطريق العهر .. في نفس الوقت رأى المصور أن يحتفظ بنسخةٍ من الصور على سبيل الاحتياط ودون علم أم عمار ..
وبعد يومين من هذه الحادثة وبينما كانت حياة جالسة على كرسي في حديقة الحي .. اقترب منها المصور وادعى أنه فاعل خير وأنه مُرسل من قبل شخص يريد أن يؤذيها بمجموعة من الصور المأخوذة لها مع شخص غريب .. طلب منها الهدوء .. وأخبرها أنه عليها دفع مبلغ مُعيّن مقابل تمزيق هذه الصور .. وإن لم توافق سيضطر ذلك الشخص لفضحها ونشر صورها ..
عادتْ حياة للمنزل مسلوبة العقل .. لم تنتبه للظرف البني الموجود على عتبة بابها .. كانت الأشياء من حولها تدور وتدور و تدور .. كانت ترتجف وتبكي من هول الصدمة .. اتصلت بالدلال " صديق والدها " .. لكنه لا يُجيب .. أرسلت له رسالة لم تعرف كيف صاغتها وما الذي كتبته " أنا أحتاجك .. تعال إلي بسرعة " كانت حياة مُنكمشة على نفسها وفي عقلها تدور ألف فكرة وفكرة .. عندما جاء الدلال بعد ساعة وفتح الظرف البني الذي بداخله صورها بوضعيات مشبوهة .. هرعَ إليها ليسألها عما جرى .. لا بد أنه سيساعدها .. إنه صديق والدها .. لقد قبلتْ يديه وتوسلت إليه بجنون ليخرجها من هذه الورطة .. تريد الرحيل ولكن ليس بطريقة تؤكد ما يُقال عنها .. لقد حضنها بذراعيه ومسح على شعرها .. وفي عينيه لمعة مَكر .. توجه الدلال للمطبخ ليحضر لها كوباً من العصير فوجد على الطاولة علبة من الحبوب المنومة ...
هذا هو صديق أبيها الطيّب السمعة .. يستغل سكون الفراشة وينتزع جناحيها .. يستغل ضعف الياسمينة ويقطفها .. لقد قام بعمله الذي هيّأه له مجموعة من سكان هذا الحي بمختلف شرائحهم .. لقد اغتصبها .
وماذا بعد ذلك .. هل تنفع الشكوى ؟ .. هل تنفع المحاكم ؟ .. حتى محاميها رضخ لضغوط و مال الدلال وادعى أن موكلتهُ قامت بفعلتها وراودت الدلال عن نفسه وضللتْ العدالة للحصول على المال .. وهاهي الرسالة على الجوال .. وهاهي علبة الحبوب التي ابتاعتها من الصيدلي .. وهاهي صورها المشينة التي تثبت عهرها .. وهاهي إفادات الجوار الذين كشفوا أفعالها العاهرة ..
" ليست الحقيقة هي كل ما نراه ونسمعه ..
للحقيقة وجه آخر ..
لأن عالمنا مجنون ..
يغيب عنه العدل .. يغيب عنه الحب .. يغيب عنه الإنسان ..
ولن تكون أبداً مطرقة القاضي هي النقطة الأخيرة في صفحة العدالة . "
.. رُفعت الجلسة ..