القطيفة Lover

أهلا وسهلا بك أخي الكريم أختي الكريمة اذا لم تسجل بعد بالمنتدى يمكنك التسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

القطيفة Lover

أهلا وسهلا بك أخي الكريم أختي الكريمة اذا لم تسجل بعد بالمنتدى يمكنك التسجيل

القطيفة Lover

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
القطيفة Lover

3 مشترك

    أكذوبة التفوق (1) .... بقلم : ياسر عبد الهادي

    سارية أبوشعر
    سارية أبوشعر
    نائب المدير
    نائب المدير


    عدد المساهمات : 551
    نقاط : 1120
    ضع تقييمك للمنتدى : 2
    تاريخ التسجيل : 04/02/2010
    العمر : 40
    الموقع : دمشق _ مجتهد

    أكذوبة التفوق (1) .... بقلم : ياسر عبد الهادي Empty أكذوبة التفوق (1) .... بقلم : ياسر عبد الهادي

    مُساهمة  سارية أبوشعر الأحد أغسطس 08, 2010 6:57 pm



    أنا من القلة الذين يحق لهم أن يتكلموا في التفوق ما يشاؤون، وأن يعبروا عن آرائهم ومشاعرهم وأن يستمع لهم الناس، لأنني كنت متفوقاً في صغري وفي كبري، وهذا يعطيني شرعية "المجرب"، فطالما يسأل الناس المجرب (ولو كان جاهلاً) ويتجاهلون الحكيم..! هذا من جهة، ومن جهة أخرى سيلزمني ذلك الحياد، لأن ذلك يجعل شهادتي في التفوق مجروحة، ومدحي له يعني مدحي لنفسي وكذلك الذم، إلا إذا حكمت المنطق وابتعدت عن المبالغات..


    سؤالي باختصار: هل نحن محتاجون للتفوق؟

    أعرف الجواب البدهي الذي ربانا عليه المدرسون (خدمة لمهنتهم!) وكتبنا عنه مواضيع الإنشاء وألقينا الكلمات، وأقمنا الاحتفالات وصفقنا وعاتبنا وعوتبنا.. أعرف ذلك الجواب العتيق، لكنني أدعو –ربما لأول مرة– إلى التفكير في جواب جديد، هل نحن فعلاً بحاجة للتفوق؟ وهل هي حاجة ماسة لا بد منها ولا سبيل إلا بها كما يقولون؟؟! سأجيب برأيي..

    أصلاً ما هو التفوق؟

    التفوق كلمة جذرها [فوق].. تقول فاقه يفوقه أي صار فوقه، ومعنى التفوق أن تكون فوق الغالبية أو فوق الجميع، والتفوق غالباً يقتضي أن تكون كالبهلوان؛ فوقك من يتفوق عليك وتحتك من تتفوق عليه!.. والتفوق الذي يحض عليه الجميع هو التفوق الفردي، أي أن تكون متفوقاً وحدك، أن تعلو على الجميع ولا يعلو عليك أحد، وألا يشاركك في علوك مشارك، بكل ما يحمله ذلك من أنانية وغرور وغيرة وحسد.. لا فائدة من أن يُقال: المطلوب تفوق الجماعة، فذاك كلام مثالي يكذبه الواقع..

    إذاً: التفوق قيمة مشبعة بالأنانية، وفوق ذلك؛ هو قيمة ظالمة جداً..

    لنعترف أولاً بأن النظام التعليمي العربي من أكثر الأنظمة فساداً وتخلفاً وركوداً، ولنعترف ثانياً بأن المنهاج المدرسي العربي أسوأ من أن نناقش سوءه في مقال (لأن ذلك بديهة!) وبأن أسوأ ما فيه صعوبته، التي هي عائق غبي كبير، يمنع الطالب من النجاح بلا سبب!

    والآن لنسأل؛ هل كل الطلاب قادرون على أن يكونوا من المتفوقين!؟ لا أظن ذلك أبداً، والدليل تفاوت الذكاء والجلد والمال والتفرغ لدى الطلاب عموماً، وكل ذلك مطلوب.. فكيف إذاً يُطالب الجميع بما يستطيعه البعض؟ إن غير المتفوق يُتهم بالتقصير ولو كان يبذل جهداً هائلاً فوق استطاعته!

    النتيجة البسيطة هي انقسام المجتمع المدرسي إلى طبقتين: الأولى طبقة المتفوقين الذين رُزقوا أسباب التفوق (بلا منة لهم غالباً).. هؤلاء هم الذين يحظون بكل شيء في الحياة، التكريم والثناء والتوظيف والرخاء والتمجيد والبقاء (معظم المدرسين يشجعون طلابهم على التفوق من خلال هذه الأحلام الفارغة!)..

    ومقابل تلك الطبقة يوجد فاشلون مغلوبون على أمرهم، دوماً يطالَبون بما لا يطيقونه من قبل الأسرة والأقارب والمدرّسين والمجتمع، ويسمعون هذياناً دائماً عن الوطنية والازدهار الوطني والتقدم العلمي وعلاقة كل ذلك بالتفوق..! هؤلاء سيجدون أنفسهم لا شيء، وهؤلاء لن يفشلوا دراسياً فقط، ولكنهم سيفشلون أخلاقياً أيضاً، وسيحقدون على الظلم الذي ظُلموه.. وسيَلعنون.. وسيُلعنون...!

    في التفوق ظلم كبير، والذين يطالِبون بالتفوق هم الظالمون، أعلم أن الجميع سيقولون: "إن كنت تتكلم عن الذكاء فالتفوق لا علاقة له به" وهذا أولاً صحيح، وثانياً كارثة!! لا يهم... معظم الذين يقولون ذلك يُضيفون: "التفوق له علاقة بالإرادة" أي إن الطالب إذا أراد التفوق وسار على الدرب وصل.. ولكني أرى أن التفوق لا علاقة له لا بالذكاء ولا بالإرادة، وأكاد أقول: "لا علاقة للتفوق بخيارات الإنسان، وهو أمر قسريّ بكل المقاييس" ولكني لا أريد المبالغة.

    التفوق موهبة موجودة عند بعض الطلاب (وهذه الموهبة لا تستحق التشجيع طبعاً لأنها تسبب الضرر ولا أرى لها فائدة) وهي تنتج عن تفاعل عوامل ذهنية ونفسية واجتماعية وأسرية ومالية وغيرها.. معظم هذه العوامل خارج إرادة الطالب، فالمتفوق يُخلق متفوقاً، وقليلٌ جداً أن يَصنع المتفوق نفسه، لذلك؛ الكلامُ عن أن الطالب إذا جدّ وَجَدَ كلام كاذب..

    الفاشل دراسياً يطالب بالمزيد من البذل، مع أنه ضحية لا ذنب لها، وربما كان عبقرياً ولكنه –لأسباب عديدة– لم تتح له فرص التفوق، الوعظ لن يغير طالباً شكلته السنوات الطويلة.. قد لا يكون هذا الطالب يبذل جهداً أبداً، ولكن العوامل التي تمنعه أكبر بكثير من كل المحفزات، فهو مغلوب على أمره وكفى.. أتحدى طالباً يستطيع أن يقهر نفسه ويتحول من طالب فاشل إلى طالب متفوق، (هناك طبعاً حالات خاصة –––جداً– تهمل ولا تعمّم).



    شخصياً؛ لا أهتم بالقصص التي تُروى عن متفوقين لم تتهيأ لهم ظروف التفوق (يكونون غالباً من الفقراء أو ذوي الاحتياجات الخاصة) لأن هذه القصص اسم على مسمى؛ تسمعها لتستمتع بها وتنام، أما الاستشهاد بها والاستدلال فجهل وقلة بصيرة، لعدة أسباب:

    أولاً: قلت إن التفوق تكوّنه عوامل مجتمعة، قد لا يكون أولها أو أولاها الاقتدار المادي أو الجسدي، فالمادة رافد للتفوق بل رافد مهم، ولكنها ليست الجزء الأساسي منه، وكثيراً ما نسمع عن أغنياء يبذخون على الدراسة والمدرسين دون فائدة (بعضهم يقول: الأغنياء أغبياء، وهذا خطأ أيضاً) وهناك آخرون يبذخون وينجحون، فالمال ليس جزءاً أساسياً من التفوق، وإن كان يساعد كثيراً.

    ثانياً: الجزء الأساسي من التفوق هو التكوين العقلي والنفسي، معظم أبطال هذه القصص يكونون من المتفوقين أصلاً.. أو يكونون من الأذكياء جداً وهؤلاء قلة لا يُستدلّ بهم..

    ثالثاً: هذه القصص دوماً تُستخدم للوم الفاشلين دراسياً، واتهامِهم والضغطِ عليهم لبذل مزيد من الجهد، ولا فائدة من كل ذلك سوى زيادة حنقهم على الواقع وعلى اللائمين، ثم دفعهم إلى مزيد من التهور في الانتقامات القادمة.

    رابعاً: الذين يذكرون هذه القصص وينشرونها، يفعلون ذلك رداً على قناعة عميقة لديهم، هي أن الفقير أو صاحب الاحتياجات الخاصة شخص ناقص، وأن المال والصحة هما كل شيء، ولولا ذلك لما استغربوا من نجاح أولئك الناجحين، فهذا وجه آخر للخطأ.. الفقر أو الإعاقة ليس عيباً أو عائقاً حتمياً بل هما حالة طبيعية جداً، وتجاوز ذلك إلى التفوق ليس حدثاً مهماً يستحق الاحتفاء.. فالتفوق متاح حسب إمكانات معينة (مادية وغير مادية) والذين ينجحون في التجاوز يمتلكون ما لا يمتلكه غيرهم، وأؤكد أنه لا فائدة في حث غيرهم بهم..



    قد يُفهم من هذا الكلام أنني ضد التفوق بجميع أشكاله، وهذا صحيح، أزعم أن التخلي عن هذا الأمر السقيم خير لنا جميعاً طلاباً ومجتمعاً، وأزعم أيضاً أنه لو تخلى جميع الطلاب في سنة ما عن الدراسة، وبدأ الطلاب في الرسوب، وانخفضت نسبة النجاح حتى اقتربت من الصفر، وتم الإضراب الشامل عن الدراسة ومشتقاتها، لو تم ذلك لَتصحح الخطأ –أي مشكلات التعليم والمنهاج– بشكل أفضل وأسرع، وأنا لا أرى حلاً بغير هذا التمرد..

    إن قبول الطلاب الأبله للواقع المدرسي، وتنافسهم الساذج على التفوق، وتهالكهم على التميز الذي لا عدل فيه، كل ذلك يجعل تصحيح الخطأ مستحيلاً... لذلك أنا أزعم وأحلم فقط!

    وللحديث تتمة..

    بياض الثلج
    بياض الثلج
    عضو جيد
    عضو جيد


    عدد المساهمات : 84
    نقاط : 158
    ضع تقييمك للمنتدى : 3
    تاريخ التسجيل : 20/01/2010
    العمر : 37

    أكذوبة التفوق (1) .... بقلم : ياسر عبد الهادي Empty رد : أكذوبة التفوق (1) ....

    مُساهمة  بياض الثلج الخميس أغسطس 12, 2010 3:50 pm

    شكراً كتير سارية

    وأنا رأيي من رأي اللي كاتب الموضوع

    ولازم كل الناس يكونوا متفوقين ويكون التفوق جماعي مو فردي متل ماهو الحال عنا


    تقبل مروري
    Devil Hunter
    Devil Hunter
    عضو جيد
    عضو جيد


    عدد المساهمات : 153
    نقاط : 282
    ضع تقييمك للمنتدى : 3
    تاريخ التسجيل : 06/03/2010
    العمر : 30

    أكذوبة التفوق (1) .... بقلم : ياسر عبد الهادي Empty رد: أكذوبة التفوق (1) .... بقلم : ياسر عبد الهادي

    مُساهمة  Devil Hunter الجمعة أغسطس 13, 2010 8:33 pm

    مشكووووور Razz

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 7:55 pm