قال الرئيس بشار الأسد إن "طيف السلام الحقيقي في المنطقة يبتعد وتزداد احتمالات الحرب والمواجهة، واصفا في الوقت ذاته أن من يعتقد بأن سورية قد تتفاوض على الجولان المحتل بالـ"واهم".
وأوضح الأسد, في كلمة وجها يوم الأحد عبر مجلة "جيش الشعب" إلى القوات المسلحة السورية بمناسبة الذكرى الـ65 لتأسيس الجيش, أن "طيف السلام الحقيقي في المنطقة يبتعد وتزداد احتمالات الحرب والمواجهة التي أنتم أهل لها, ويخطئ من يظن أن سورية قد تساوم على ثوابتها فهي على يقين تام أن تكلفة الصمود والمقاومة مهما بلغت تبقى أقل بكثير من تكلفة الخضوع والاستسلام, وأن العربدة ليست دليل قوة وإن وصلت حداً غير مسبوق بل هي دليل تخبط وارتباك".
وتأتي تصريحات الأسد في أحدث تأكيد سوري على أن تدهور مسيرة عملية السلام في المنطقة بسبب الممارسات الإسرائيلية ضد دول المنطقة وتهديداتها المتكررة, فقد أطلقت الدولة العبرية في الأشهر الأخيرة تهديدات بشن عدوان على عدد من دول المنطقة ومن بينها سورية, ثم ازدادت حدة التهديدات مع مزاعم اتهمت سورية بتزويد حزب الله صواريخ "سكود", الأمر الذي نفته دمشق معتبرة ذلك تمهيدا لشن عدوان عليها.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن "المستقبل القريب منه والبعيد هو لشعوب المنطقة ودولها الحريصة على مقومات السيادة والكرامة واستقلالية القرار وعلينا رفع وتائر العمل والتواصل مع كل مبتكرات العلوم الحديثة والاستمرار في الإعداد والاستعداد لنكون جاهزين دائما لتلبية نداء الوطن".
وأردف أنه "يخطئ من يظن أن سورية قد تساوم على ثوابتها، فهي على يقين تام أن تكلفة الصمود والمقاومة مهما بلغت تبقى أقل بكثير من تكلفة الخضوع والاستسلام وأن العربدة ليست دليل قوة وإن وصلت حداً غير مسبوق بل هي دليل تخبط وارتباك وتشويش في الرؤية".
وأكد الأسد مجددا أن إحلال السلام "يتطلب استعادة كامل التراب المحتل حتى خطوط الرابع من حزيران عام 1967"، قائلاً "نؤكد للعالم أجمع أننا بحق ننشد السلام العادل وإرساء أسس الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية من العالم. وهذا ما لا يمكن أن يتم بلوغه إلا باستعادة كامل الحقوق المغتصبة وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".
وأكدت سورية مراراً على أن السلام في المنطقة لا يمكن تحقيقه ما لم تنسحب إسرائيل من كافة الأراضي العربية المحتلة عام 1967, بما فيها الجولان السوري المحتل, إضافة إلى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار الأسد إلى أن "أولى مقومات السلام هي الحفاظ على الكرامة والسيادة وعدم التفريط بذرة تراب أو قطرة ماء"، مؤكدا أن "حقوق الشعوب ملك لها وحدها ولا تسقط بالتقادم، مشددا على أن تحرير الجولان حق يسكن أعماق السوريين شعباً وجيشاً وقيادة".
ولفت إلى أن "سورية اليوم أشد قوة وأمضى عزيمة وأكثر فاعلية وحضوراً إقليمياً ودولياً وقد بات العالم كله على يقين بأن إسرائيل هي التي تعرقل مسيرة السلام تهرباً من استحقاقاته".
وشهدت دمشق خلال السنتين الماضيتين حراكاً ديبلوماسياً مكثفاً من مختلف مسؤولي دول المنطقة والعالم, فقد لعبت سورية دوراً إيجابياً في عدد من ملفات المنطقة مثل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية وجهودها في تحقيق المصالحة الفلسطينية – الفلسطينة وغيرها, ما دفع وزير الخارجية وليد المعلم إلى اعتبار عام 2009 عاماً لنجاحات السياسة السورية على مختلف الساحات بكل معنى الكلمة سواء علاقات سورية العربية أو الإقليمية أو الدولية.