الطفل العصبي ..قنبلة موقوتة داخل الأسرة
س/ السلام عليكم لدي طفلة في الثانية من عمر ها عنيفة وعصبية وثقتها بنفسها كبيرة جدا كيف اتعامل معها ؟
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته تحية طيبة وبعد
وورد : "اتركه سبعاً وادّبه سبعاً ورافقه سبعاً ...".
وذلك لأن الولد في صغره يريد أن يمارس حريته بأكبر قدر ممكن ولذا فاِن الحدّ من حريته ومحاسبته الشديدة – كما يفعل بعض الآباء – لايجعله مطيعاً وهادئاً , بل العكس من ذلك يزيد من عناده واصراره على اكتساب ما افتقده من حقوق وحريات , وأفضل طريقة للتعامل معه هو أن يترك على سجيته وطبيعته –فيما لا يضر- وان تهئ له اجواء في غرفته وكذلك في الطبيعة , كالحديقة مثلاً , ليلعب ويمرح , وحتى ليعبث بالتراب , أو بألعابه , ومن ثم سنجد هذا الطفل يهدأ تدريجيا وتتحسن طباعه .
وقد دلت بعض البحوث على أن لعب الطفل با لتراب له أثر على تحسن سلوك الطفل وتعديل شخصيته , لذا نجد في بعض الدول الاوربية , يهيئون مساحة داخل الحدائق من الرمل والتراب , ويتركون الأطفال يلعبون فيها كما يشاؤون , على عين من الأمهات أو الأباء الذين يجلسون على جنب ويراقبون الاطفال بهدوء , دون اِحساسه المراقبة أو الخوف .
وكلما كثر لعب الطفل ولهوه في فترة الطفولة الأولى كلما كان الطفل أكثر هدوءاً وسعادة في بقية عمره .
وعلينا أن ندرك أن الطفل طفلا ً وليس رجلا ً او امرأة , وأن عليه أن يعيش مرحلة طفولته كما هي , لا أن يتصرف كما يحلو لنا أو كما نحن عليه .
الأمر الآخر : إن التعليم والتأديب لاينفع كثيراً في سني الطفولة المبكرة , بل الذي يؤثر فيه سلوك الوالدين والآخرين من حوله , فهو مقلّد من الدرجة الأولى , ولذا فاِن على الوالدين أن يكونا حذرين في التعامل أمامه ومعه , لأن سيكتسب منهما الأساليب وطرق السلوك , من دون وعي او ادراك , وستؤثر فيه نمط علاقتهما ببعضهما وكذلك مع الاطفال .
ولعل عصبية الطفل وغضبه يعود الى السببين معاً , وهو تحديد حريته والتشدّد وفي معاملته , ومن ثم عصبية أحد الوالدين أو كلاهما في التعامل داخل البيت , فاِذا أردنا هدوء الولد وحسن سلوكه , علينا أن نحسن سلوكنا ونهدأ أعصابنا أولا ً ولانغضب أو نصرخ أمامه لأنه يعتبرنا قدوة له , وقد يعتبر التصرف الخاطيء الصادر عن والديه طبيعيا ً أو حسناً , لأنهما كل إماميه ومعلميه ويحبهما ويحب ّ كل مايصدر عنهما .
ولما كان وقوع بعض المشاكل ممكنا بين الوالدين , فأن عليهما أن يحلا مشاكلهما في غرفة مغلقة بعيدا ً عن أعين الأطفال وسمعهم وأن يظهرا – أو يتظاهرا – أمام الأطفال بالهدوء والانسجام , حتى لايضطرب الطفل وينعم بالأمن والاستقرار , فإن البيت بالنسبة له عالمه ودولته وأسرته وكل ما يملك في الحياة .
لنجرّب التعامل بهدوء مع الأطفال , بل مع كل شيء , وسنجد أنفسنا أكثر سعادة ونجاحاً , في حياتنا, ومع الآخرين , وبالأخص أولادنا وأكبادنا ....
ودمتم بخير .
س/ السلام عليكم لدي طفلة في الثانية من عمر ها عنيفة وعصبية وثقتها بنفسها كبيرة جدا كيف اتعامل معها ؟
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته تحية طيبة وبعد
وورد : "اتركه سبعاً وادّبه سبعاً ورافقه سبعاً ...".
وذلك لأن الولد في صغره يريد أن يمارس حريته بأكبر قدر ممكن ولذا فاِن الحدّ من حريته ومحاسبته الشديدة – كما يفعل بعض الآباء – لايجعله مطيعاً وهادئاً , بل العكس من ذلك يزيد من عناده واصراره على اكتساب ما افتقده من حقوق وحريات , وأفضل طريقة للتعامل معه هو أن يترك على سجيته وطبيعته –فيما لا يضر- وان تهئ له اجواء في غرفته وكذلك في الطبيعة , كالحديقة مثلاً , ليلعب ويمرح , وحتى ليعبث بالتراب , أو بألعابه , ومن ثم سنجد هذا الطفل يهدأ تدريجيا وتتحسن طباعه .
وقد دلت بعض البحوث على أن لعب الطفل با لتراب له أثر على تحسن سلوك الطفل وتعديل شخصيته , لذا نجد في بعض الدول الاوربية , يهيئون مساحة داخل الحدائق من الرمل والتراب , ويتركون الأطفال يلعبون فيها كما يشاؤون , على عين من الأمهات أو الأباء الذين يجلسون على جنب ويراقبون الاطفال بهدوء , دون اِحساسه المراقبة أو الخوف .
وكلما كثر لعب الطفل ولهوه في فترة الطفولة الأولى كلما كان الطفل أكثر هدوءاً وسعادة في بقية عمره .
وعلينا أن ندرك أن الطفل طفلا ً وليس رجلا ً او امرأة , وأن عليه أن يعيش مرحلة طفولته كما هي , لا أن يتصرف كما يحلو لنا أو كما نحن عليه .
الأمر الآخر : إن التعليم والتأديب لاينفع كثيراً في سني الطفولة المبكرة , بل الذي يؤثر فيه سلوك الوالدين والآخرين من حوله , فهو مقلّد من الدرجة الأولى , ولذا فاِن على الوالدين أن يكونا حذرين في التعامل أمامه ومعه , لأن سيكتسب منهما الأساليب وطرق السلوك , من دون وعي او ادراك , وستؤثر فيه نمط علاقتهما ببعضهما وكذلك مع الاطفال .
ولعل عصبية الطفل وغضبه يعود الى السببين معاً , وهو تحديد حريته والتشدّد وفي معاملته , ومن ثم عصبية أحد الوالدين أو كلاهما في التعامل داخل البيت , فاِذا أردنا هدوء الولد وحسن سلوكه , علينا أن نحسن سلوكنا ونهدأ أعصابنا أولا ً ولانغضب أو نصرخ أمامه لأنه يعتبرنا قدوة له , وقد يعتبر التصرف الخاطيء الصادر عن والديه طبيعيا ً أو حسناً , لأنهما كل إماميه ومعلميه ويحبهما ويحب ّ كل مايصدر عنهما .
ولما كان وقوع بعض المشاكل ممكنا بين الوالدين , فأن عليهما أن يحلا مشاكلهما في غرفة مغلقة بعيدا ً عن أعين الأطفال وسمعهم وأن يظهرا – أو يتظاهرا – أمام الأطفال بالهدوء والانسجام , حتى لايضطرب الطفل وينعم بالأمن والاستقرار , فإن البيت بالنسبة له عالمه ودولته وأسرته وكل ما يملك في الحياة .
لنجرّب التعامل بهدوء مع الأطفال , بل مع كل شيء , وسنجد أنفسنا أكثر سعادة ونجاحاً , في حياتنا, ومع الآخرين , وبالأخص أولادنا وأكبادنا ....
ودمتم بخير .