جاء في الأثر ( البلاء موكّل بالمنطق )
فهل تعلم ؟
أنه رب كلمة من الخير لا يلقي قائلها لها بالاً يكون له بسببها من الأجر ما لا يتوقعه !
وترتفع بها درجته في الجنة
لكن أيضا ...
رب كلمة من الشر يقولها الإنسان لا يلقي لها بالاً يكون عليه بسببها من الوزر ما لا يتوقعه !
فيصيبه ما يصيبه من سخط الله وعقابه !
قال عليه الصلاة والسلام:
( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه,
وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه )
وقال : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب )
والعاقل يدرك ما قد يكون لكلمة واحدة من أثر
فهل تحسب حساب كل كلمة تتفوه بها ؟
من تجربتي كلما عزمت على فضيلة أثابر عليها أجد المواقف التي تختبر عزمي تكثر
أو تأتي شديدة فأجد من نفسي تراجعا لا أرضاه
من ذلك أني لما سمعت حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام عن ذلك الرجل الذي هو من أهل الجنة لا من كثير عمل
وإنما لأنه كان سليم الصدر من كل الناس فلا تحمل نفسه أي كره لأحد مهما كان شأنه معه بل يرجو للجميع الخير
فقلت أنا لا أرجو للناس إلا الخير وأرجو أن لا أحمل على أحد مهما كان أمره معي
بل وكنت أنصح صديقا بالصبر على رجل كان معه في العمل إذ وصل به الحال أن يدعو عليه
من جراء سوء معاملته المبطنة وقبح سلوكه وسلاطة لسانه
إلى ان وجدت نفسي في العمل مع ذات الشخص وتطورت الأمور
رغم محاولاتي على ضبط انفعالات نفسي إلى النطق بعبارات الدعاء عليه لحظة ذروة الإنفعال
وبعد الهدوء لا أعرف كيف أعاتب نفسي على تفريطها فيما عزمت عليه
وقد جمعت من مسالب اللسان أشياء أحببت المشاركة بها للوقوف على تجاربكم ومواقفكم وآراءكم
من ذلك أنه
قد يقال كلاما في حضرة أناس ويقال غيره إذا تغير المجلس
وكان الصحابة رضوان الله عليهم يعتبرون ما يقال عند السلاطين الذين يحذر المرء جانبهم
عندما يكون خلاف الكلام الحاصل بعد الخروج من عندهم نفاقا فما بالنا إذا لم يكن من يتحدث إليهم من غير أولي الأمر
وربما تجد ظالما لا تحتمل صنيعه فتدعوا عليه
فتقول : ظلمك الله كما ظلمت .... بهذه الكلمة
كأنك تسمي ما يقع من الله على المسيء ظلماً
وربما حصل فقير على مال أو مات فلان
فتقول : افتكر الله فلان أو فطن إليه ..... وبهذه الكلمة
كأنك تضع الله الحي القيوم في مقام من ينسى أو يغفل !
وإنه من أسماء الله وصفاته أنه محيط بكل شيء وأنه لا يعزب عنه من مثقال ذرة
فإن كنت لا تقصد فيسعك أن تغير ما اعتاد لسانك عليه إلى قول خير منه
ومن ذلك سب الدهر والزمن واليوم والسنة من جراء ما يحصل فيها من كدر
لأن الله عز وجل هو من قدر مقادير ما يحصل مع كل البشر
وربما تقول :
عندما تجد من فلان أنه ارتكب من الشرور ما لا يحتمل هذا لا يغفر الله له
أو لا يدخل الجنة أو لا يستحق رحمة الله .... وبهذه الكلمة
كأنك تفوض نفسك بأمر لا تدري حقيقة ما الله فاعل به وإلى ماذا قد يصير
وفي الحديث ( إن العبد ليعمل بعمل أهل النار حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع
فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة ويأتيه الأجل وهو على ذلك فيموت ويدخل الجنة
وإن العبد ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع
فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار ويأتيه الأجل وهو على ذلك فيموت ويدخل النار )
وربما تجد من الناس من تظن فيه الخير
ويقع عليه بلاء أو تحل به مصيبة فتقول :
ما يستاهل ما وقع له ..... بهذه الكلمة
كأنك تقول أن الله قدر لعبده ما لا ينبغي
وأنت لا تدري حقيقة حال ذلك الإنسان في سريرته
ولو كان من الصالحين لكان ما وقع كفارة له أو أجر عظيم على صبره وأن ذلك في علم الله هو خير له
وعقل بعض الناس قد لا يستسيغ ذلك إلا بعد أن يرى النتائج
وسر الدنيا أنك قد لا ترى النتائج إلا في خاتمة سعيك وربما تتقدم أو تتأخر بحسب مشيئة الله جل جلاله
وقد تجد أمورا وقعت بخلاف ما كان ينتظر
فتقول : شاءت الظروف أو شاءت الأقدار
فإن كنت تقصد من وراء ذلك مشيئة الله فيسعك أن تقول شاء الله
وتعفي نفسك من الشبهات وما قد يفهمه الناس بحسب مللهم
وربما رأيت من أحدهم ما تنكر سلامة تدينه فتنعته أو تناديه بيا كافر أو يا يهودي أو يا عدو الله
وأنت بذلك تضع نفسك في مواجهة ما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم
حيث قال : ( أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما )
فإن لم يكن هو كما قلت حق على نفسك ما قلت فيه
وربما انزعجت من نفسك ومن تفريطها واستحييت من ربك عندها إياك أن تدعو فتقول :
( اللهم اغفر لي أو منَّ عليّ إن شئت )
فهذا سوء ظن برحمة الله ومخالفة لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي
قال : (إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن اللهم اغفر لي إن شئت )
وفي حال المرض على المرء أن يسأل الله العافية بدل سب المرض إذ ما يشاك المسلم بشوكة إلا كان له بها كفارة لسيئاته
وقول القائل جاء المطر على وجهك عند حضوره فلا ينبغي ربط نعم الله بأحد غيره فهذا من الكفر بنعم الله المنعم
أيضا فإن التشاؤم والتطير جرح في إيمان المؤمن
وذلك من قبيل تعليق أو توقع الشر بسبب شيء رأه أو سمعه بلا دليل شرعي أو عقلي على ذلك
فلا يباشر ما كان يريد القيام به لأجله
كما أن التشبه بما عند الشعوب الأخرى مما هو مرتبط بمللهم أو عقائدهم أو مناسباتهم أو عاداتهم
المرتبطة بشعائر دينهم سواء في الكلام أو السلوك كله يضع المسلم في دائرة الخطر في مقامه من دينه
والأساس في ذلك ما ورد فيه نص يشير للحالة أو واقع العرف لدى الناس
فلو قلت كلاما أو تصرفت بسلوك معين ولمس من حولك أن ما صدر منك تشبه واضح بقوم لا تفسير له غير ذلك
وهو معنى القول ( من تشبه بقوم فهو منهم ) وأما ما يصبح له حالة لا تختص بقوم فذلك متروك إلى الشخص وحسابه على الله
( بل الإنسان على نفسه بصيرة )
كما أن بعض ما يصدر على ألسنة الناس عندما يحرّض أحدهم آخر على فعل شيء
فيقول له بحق فلان أو بجاه النبي أو بروح فلان
فإنه يدخل في باب التوسل الغير مشروع فذلك كالحلفان بشيء غير الله
فبذلك تجعل ما حلفت به أو ربطت الأمر بمكانته ندا لله
والرسول محمد صلى الله عليه وسلم أمر وأوصى كل حالف فقال ( من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله )
ومن ذلك الحلف دون اضطرار
كما أن الشتم والسب والإستهزاء كل ذلك ينتقص من حقيقة الإيمان الذي يجب أن يرسخ في النفوس
يقول عليه الصلاة والسلام
( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء )
ويقول : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )
والمسلم مع غير المسلمين يجب أن يكون قدوة في ذلك
ولا يقول إلا ما كان حقا وما كان نصحاً بالحكمة والموعظة الحسنة
وورد عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أن جوامع الخير في ضبط اللسان
حيث قال في وصيته لأحد اصحابه رضوان الله عليهم
( ألا أخبرك بملاك الخير .... وأخذ بلسانه وقال كف عليك هذا
فقال الصحابي وإنا لمؤاخذونا بما نتكلم به
فقال عليه الصلاة والسلام .... وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم )
لكن إنكار ما هو منكر مما يصدر عن الناس لا يمتنع تحت ضابط الحرص على ما يصدر من اللسان
لأن المهم في الموضوع عدم ذكر الأسماء بشكل مباشر تحسبا لتغير حالهم
..........................
وفيما يلي بعض الأحاديث الواردة في هذا الشأن
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خير أو ليصمت )
( من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة )
( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان
تقول : اتق الله فينا فإنما نحن بك : فغن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا )
وسأل أصحابه ( اتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم
قال : ذكرك اخال بما يكره قيل : أفرأيت إن كان فيه ما قيل
قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته )
ولما قالت عائشة رضي الله عنها عن صفية حسبك من صفية أنها قصيرة بدافع الغيرة
قال لها عليه الصلاة والسلام
( لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته )
وإنما يباح من الغيبة ما فيه حقيقة إزالة منكر أو ظلم شرط أن لا يؤدي إلى منكر أو ظلم أشد
أو بيان حال شخص يتقدم للزواج أو لتقلد مكانة إجتماعية
وذلك لمن له علاقة بالأمر وهنا تقف النية فيصلاً في الأمر فيما كان القصد من الإخبار
وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث أصحابه فقال
( لا يبلّغني أحد منكم عن أحد شيئا فإني احب أن أخرج إليكم وانا سليم الصدر )
وقال عليه الصلاة والسلام
( من تحلّم بحلم كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل )
أي حدث الناس أنه رأى حلما ويذكره لهم وهو ما رأى شيئا
وقال ( كفى بالمرء أن يحدث بكل ما سمع )
وقال ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر )
قال عليه الصلاة والسلام
( لا تقولوا للمنافق سيد فإنه إن يكن سيدا فقد أسخطتم ربكم عز وجل
فهل تعلم ؟
أنه رب كلمة من الخير لا يلقي قائلها لها بالاً يكون له بسببها من الأجر ما لا يتوقعه !
وترتفع بها درجته في الجنة
لكن أيضا ...
رب كلمة من الشر يقولها الإنسان لا يلقي لها بالاً يكون عليه بسببها من الوزر ما لا يتوقعه !
فيصيبه ما يصيبه من سخط الله وعقابه !
قال عليه الصلاة والسلام:
( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه,
وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه )
وقال : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب )
والعاقل يدرك ما قد يكون لكلمة واحدة من أثر
فهل تحسب حساب كل كلمة تتفوه بها ؟
من تجربتي كلما عزمت على فضيلة أثابر عليها أجد المواقف التي تختبر عزمي تكثر
أو تأتي شديدة فأجد من نفسي تراجعا لا أرضاه
من ذلك أني لما سمعت حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام عن ذلك الرجل الذي هو من أهل الجنة لا من كثير عمل
وإنما لأنه كان سليم الصدر من كل الناس فلا تحمل نفسه أي كره لأحد مهما كان شأنه معه بل يرجو للجميع الخير
فقلت أنا لا أرجو للناس إلا الخير وأرجو أن لا أحمل على أحد مهما كان أمره معي
بل وكنت أنصح صديقا بالصبر على رجل كان معه في العمل إذ وصل به الحال أن يدعو عليه
من جراء سوء معاملته المبطنة وقبح سلوكه وسلاطة لسانه
إلى ان وجدت نفسي في العمل مع ذات الشخص وتطورت الأمور
رغم محاولاتي على ضبط انفعالات نفسي إلى النطق بعبارات الدعاء عليه لحظة ذروة الإنفعال
وبعد الهدوء لا أعرف كيف أعاتب نفسي على تفريطها فيما عزمت عليه
وقد جمعت من مسالب اللسان أشياء أحببت المشاركة بها للوقوف على تجاربكم ومواقفكم وآراءكم
من ذلك أنه
قد يقال كلاما في حضرة أناس ويقال غيره إذا تغير المجلس
وكان الصحابة رضوان الله عليهم يعتبرون ما يقال عند السلاطين الذين يحذر المرء جانبهم
عندما يكون خلاف الكلام الحاصل بعد الخروج من عندهم نفاقا فما بالنا إذا لم يكن من يتحدث إليهم من غير أولي الأمر
وربما تجد ظالما لا تحتمل صنيعه فتدعوا عليه
فتقول : ظلمك الله كما ظلمت .... بهذه الكلمة
كأنك تسمي ما يقع من الله على المسيء ظلماً
وربما حصل فقير على مال أو مات فلان
فتقول : افتكر الله فلان أو فطن إليه ..... وبهذه الكلمة
كأنك تضع الله الحي القيوم في مقام من ينسى أو يغفل !
وإنه من أسماء الله وصفاته أنه محيط بكل شيء وأنه لا يعزب عنه من مثقال ذرة
فإن كنت لا تقصد فيسعك أن تغير ما اعتاد لسانك عليه إلى قول خير منه
ومن ذلك سب الدهر والزمن واليوم والسنة من جراء ما يحصل فيها من كدر
لأن الله عز وجل هو من قدر مقادير ما يحصل مع كل البشر
وربما تقول :
عندما تجد من فلان أنه ارتكب من الشرور ما لا يحتمل هذا لا يغفر الله له
أو لا يدخل الجنة أو لا يستحق رحمة الله .... وبهذه الكلمة
كأنك تفوض نفسك بأمر لا تدري حقيقة ما الله فاعل به وإلى ماذا قد يصير
وفي الحديث ( إن العبد ليعمل بعمل أهل النار حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع
فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة ويأتيه الأجل وهو على ذلك فيموت ويدخل الجنة
وإن العبد ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع
فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار ويأتيه الأجل وهو على ذلك فيموت ويدخل النار )
وربما تجد من الناس من تظن فيه الخير
ويقع عليه بلاء أو تحل به مصيبة فتقول :
ما يستاهل ما وقع له ..... بهذه الكلمة
كأنك تقول أن الله قدر لعبده ما لا ينبغي
وأنت لا تدري حقيقة حال ذلك الإنسان في سريرته
ولو كان من الصالحين لكان ما وقع كفارة له أو أجر عظيم على صبره وأن ذلك في علم الله هو خير له
وعقل بعض الناس قد لا يستسيغ ذلك إلا بعد أن يرى النتائج
وسر الدنيا أنك قد لا ترى النتائج إلا في خاتمة سعيك وربما تتقدم أو تتأخر بحسب مشيئة الله جل جلاله
وقد تجد أمورا وقعت بخلاف ما كان ينتظر
فتقول : شاءت الظروف أو شاءت الأقدار
فإن كنت تقصد من وراء ذلك مشيئة الله فيسعك أن تقول شاء الله
وتعفي نفسك من الشبهات وما قد يفهمه الناس بحسب مللهم
وربما رأيت من أحدهم ما تنكر سلامة تدينه فتنعته أو تناديه بيا كافر أو يا يهودي أو يا عدو الله
وأنت بذلك تضع نفسك في مواجهة ما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم
حيث قال : ( أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما )
فإن لم يكن هو كما قلت حق على نفسك ما قلت فيه
وربما انزعجت من نفسك ومن تفريطها واستحييت من ربك عندها إياك أن تدعو فتقول :
( اللهم اغفر لي أو منَّ عليّ إن شئت )
فهذا سوء ظن برحمة الله ومخالفة لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي
قال : (إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن اللهم اغفر لي إن شئت )
وفي حال المرض على المرء أن يسأل الله العافية بدل سب المرض إذ ما يشاك المسلم بشوكة إلا كان له بها كفارة لسيئاته
وقول القائل جاء المطر على وجهك عند حضوره فلا ينبغي ربط نعم الله بأحد غيره فهذا من الكفر بنعم الله المنعم
أيضا فإن التشاؤم والتطير جرح في إيمان المؤمن
وذلك من قبيل تعليق أو توقع الشر بسبب شيء رأه أو سمعه بلا دليل شرعي أو عقلي على ذلك
فلا يباشر ما كان يريد القيام به لأجله
كما أن التشبه بما عند الشعوب الأخرى مما هو مرتبط بمللهم أو عقائدهم أو مناسباتهم أو عاداتهم
المرتبطة بشعائر دينهم سواء في الكلام أو السلوك كله يضع المسلم في دائرة الخطر في مقامه من دينه
والأساس في ذلك ما ورد فيه نص يشير للحالة أو واقع العرف لدى الناس
فلو قلت كلاما أو تصرفت بسلوك معين ولمس من حولك أن ما صدر منك تشبه واضح بقوم لا تفسير له غير ذلك
وهو معنى القول ( من تشبه بقوم فهو منهم ) وأما ما يصبح له حالة لا تختص بقوم فذلك متروك إلى الشخص وحسابه على الله
( بل الإنسان على نفسه بصيرة )
كما أن بعض ما يصدر على ألسنة الناس عندما يحرّض أحدهم آخر على فعل شيء
فيقول له بحق فلان أو بجاه النبي أو بروح فلان
فإنه يدخل في باب التوسل الغير مشروع فذلك كالحلفان بشيء غير الله
فبذلك تجعل ما حلفت به أو ربطت الأمر بمكانته ندا لله
والرسول محمد صلى الله عليه وسلم أمر وأوصى كل حالف فقال ( من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله )
ومن ذلك الحلف دون اضطرار
كما أن الشتم والسب والإستهزاء كل ذلك ينتقص من حقيقة الإيمان الذي يجب أن يرسخ في النفوس
يقول عليه الصلاة والسلام
( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء )
ويقول : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )
والمسلم مع غير المسلمين يجب أن يكون قدوة في ذلك
ولا يقول إلا ما كان حقا وما كان نصحاً بالحكمة والموعظة الحسنة
وورد عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أن جوامع الخير في ضبط اللسان
حيث قال في وصيته لأحد اصحابه رضوان الله عليهم
( ألا أخبرك بملاك الخير .... وأخذ بلسانه وقال كف عليك هذا
فقال الصحابي وإنا لمؤاخذونا بما نتكلم به
فقال عليه الصلاة والسلام .... وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم )
لكن إنكار ما هو منكر مما يصدر عن الناس لا يمتنع تحت ضابط الحرص على ما يصدر من اللسان
لأن المهم في الموضوع عدم ذكر الأسماء بشكل مباشر تحسبا لتغير حالهم
..........................
وفيما يلي بعض الأحاديث الواردة في هذا الشأن
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خير أو ليصمت )
( من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة )
( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان
تقول : اتق الله فينا فإنما نحن بك : فغن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا )
وسأل أصحابه ( اتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم
قال : ذكرك اخال بما يكره قيل : أفرأيت إن كان فيه ما قيل
قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته )
ولما قالت عائشة رضي الله عنها عن صفية حسبك من صفية أنها قصيرة بدافع الغيرة
قال لها عليه الصلاة والسلام
( لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته )
وإنما يباح من الغيبة ما فيه حقيقة إزالة منكر أو ظلم شرط أن لا يؤدي إلى منكر أو ظلم أشد
أو بيان حال شخص يتقدم للزواج أو لتقلد مكانة إجتماعية
وذلك لمن له علاقة بالأمر وهنا تقف النية فيصلاً في الأمر فيما كان القصد من الإخبار
وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث أصحابه فقال
( لا يبلّغني أحد منكم عن أحد شيئا فإني احب أن أخرج إليكم وانا سليم الصدر )
وقال عليه الصلاة والسلام
( من تحلّم بحلم كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل )
أي حدث الناس أنه رأى حلما ويذكره لهم وهو ما رأى شيئا
وقال ( كفى بالمرء أن يحدث بكل ما سمع )
وقال ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر )
قال عليه الصلاة والسلام
( لا تقولوا للمنافق سيد فإنه إن يكن سيدا فقد أسخطتم ربكم عز وجل