تستعد سوريا للحاق بركب دول تحظر التدخين في الأماكن العامة استنادا إلى مرسوم تشريعي صدر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي ويسري مطلع أبريل/نيسان القادم، لكن تطبيقه يواجه صعوبات لأنه يطال عادات اجتماعية تأصلت كتدخين النرجيلة، كما يؤثر ماديا على المحلات العامة التي يرتادها المدخنون.
واعتبر المركز التابع للجمعية السورية لمكافحة السرطان المرسوم رقم 62 "خطوة إيجابية وكبيرة وهامة للحد من تفشي هذا الوباء"، لكنه يخشى ممانعة شديدة في تنفيذه خاصة في المطاعم والمقاهي التي يعتمد عملها كثيرا على تقديم النرجيلة أو السماح بالتدخين.
وأكد مساعد مدير صحة اللاذقية الدكتور جمال علوش على الالتزام بتطبيق المرسوم بحزم لأن سوريا وقعت على اتفاقية منظمة الصحة العالمية الخاصة بمكافحة التبغ وملتزمة بتطبيقه تحت طائلة المسؤولية، فهي جزء من القرار ومن مؤسسيه.
وتظهر دراسات المركز أن 97% من غير المدخنين يحملون في لعابهم مادة الكوتنين وهي المستقبل الرئيسي للنيكوتين، ما يعني أن جميع غير المدخنين تقريبا يتأثرون صحيا بما يعرف بالتدخين السلبي.
هل نحن في سجن؟
ويستغرب بعض رواد المطاعم والمقاهي حظر التدخين فيها ويرفضون تخصيص جناح خاص بهم. "هل نحن في سجن لتحدد أجنحة كل حسب تهمته؟" يتساءل عباد الذي يفضل دفع غرامة "2000 ليرة" (نحو 45 دولارا) على الامتناع عن "صديق عمره" التدخين، حسب وصفه.
في المقابل يقول علوش إن أفضلية الأماكن في المطاعم ستكون لغير المدخنين، والمرسوم واضح وصريح وسيطبق بحذافيره خاصة في المطاعم والمقاهي العامة، لكنه أقر بأن ذلك يتطلب مسؤولية عامة وتعاونا من كافة شرائح المجتمع.
وقد فضلت بعض المقاهي تطبيق المرسوم رغم تأثيره على مواردها، "فالمال يأتي ويذهب لكن الصحة إذا ذهبت لن تعود" حسب شادي رباط صاحب مقهى النوفرة في دمشق والمملوكة لعائلته منذ 170 عاما.
ويؤيد صاحب هذا المقهى الذي يقول إنه الأقدم في دمشق والعالم، الحظر رغم الاستياء الذي لمسه لدى رواد المكان وتأثير ذلك على مورد رزقه.
ويرى صاحب المقهى المشهور بالحكواتي في المسألة قضية أجيال أيضا "فعندما كنت صغيرا لم أكن أجرؤ على دخول المقهى، لكننا الآن نفاجأ بطلاب المدارس ورغبتهم في تدخين النرجيلة في المقاهي" يقول رباط، مضيفا أن "الزمن اختلف ولم يعد الابن يهاب أباه".
يملكها أصحاب نفوذ
أحد عمال المطاعم شكك في إمكانية تطبيق المرسوم لا سيما أن أشهر هذه الأماكن يملكها أصحاب نفوذ سيجدون طريقة للتحايل على تطبيقه، لكنه رأى أيضا دورا سلبيا لبعض العائلات "فعندما كنا نمتنع عن تقديم النرجيلة لمن دون الـ18 كنا نفاجأ بإصرارهم على تنفيذ طلب أبنائهم قائلين إنهم أهلهم وأدرى بصحتهم".
النرجيلة باتت في سوريا
أحد أشكال حسن الضيافة
وقد دعا المركز السوري لأبحاث التدخين إلى سد كل الثغرات كتحديد مساحات للمدخنين "وهي نقطة لم يوضحها المرسوم بدقة، ما يجعل الأمر غير واضح". وأوصى بإصدار آليات تنفيذ قبل انتهاء مهلة الستة أشهر التي سمح بها القانون.
كما أوصى بحملة إعلامية واسعة أسوة بقانون السير لضمان تفهم الناس للمرسوم وتهيئتهم له وليشعروا بجدية الدولة في تنفيذه.
ويقر علوش بأن تطبيق المرسوم يتطلب مسؤولية عامة وتعاون كافة شرائح المجتمع في بلد باتت النرجيلة فيه ظاهرة اجتماعية، لافتا إلى الفرق بين سوريا ودول أخرى كسويسرا "التي رفضت التوقيع على قرار منظمة الصحة لأنها تجد من البديهي تطبيقه".
ويضيف أن النرجيلة أصبحت عند بعض العائلات السورية أحد أشكال التعبير عن الضيافة، ويستشهد بقول إحدى مريضاته إنها إن امتنعت عن تقديم النرجيلة سيقول عنها أقاربها إنها لا تحسن الضيافة.
واعتبر المركز التابع للجمعية السورية لمكافحة السرطان المرسوم رقم 62 "خطوة إيجابية وكبيرة وهامة للحد من تفشي هذا الوباء"، لكنه يخشى ممانعة شديدة في تنفيذه خاصة في المطاعم والمقاهي التي يعتمد عملها كثيرا على تقديم النرجيلة أو السماح بالتدخين.
وأكد مساعد مدير صحة اللاذقية الدكتور جمال علوش على الالتزام بتطبيق المرسوم بحزم لأن سوريا وقعت على اتفاقية منظمة الصحة العالمية الخاصة بمكافحة التبغ وملتزمة بتطبيقه تحت طائلة المسؤولية، فهي جزء من القرار ومن مؤسسيه.
وتظهر دراسات المركز أن 97% من غير المدخنين يحملون في لعابهم مادة الكوتنين وهي المستقبل الرئيسي للنيكوتين، ما يعني أن جميع غير المدخنين تقريبا يتأثرون صحيا بما يعرف بالتدخين السلبي.
هل نحن في سجن؟
ويستغرب بعض رواد المطاعم والمقاهي حظر التدخين فيها ويرفضون تخصيص جناح خاص بهم. "هل نحن في سجن لتحدد أجنحة كل حسب تهمته؟" يتساءل عباد الذي يفضل دفع غرامة "2000 ليرة" (نحو 45 دولارا) على الامتناع عن "صديق عمره" التدخين، حسب وصفه.
في المقابل يقول علوش إن أفضلية الأماكن في المطاعم ستكون لغير المدخنين، والمرسوم واضح وصريح وسيطبق بحذافيره خاصة في المطاعم والمقاهي العامة، لكنه أقر بأن ذلك يتطلب مسؤولية عامة وتعاونا من كافة شرائح المجتمع.
وقد فضلت بعض المقاهي تطبيق المرسوم رغم تأثيره على مواردها، "فالمال يأتي ويذهب لكن الصحة إذا ذهبت لن تعود" حسب شادي رباط صاحب مقهى النوفرة في دمشق والمملوكة لعائلته منذ 170 عاما.
ويؤيد صاحب هذا المقهى الذي يقول إنه الأقدم في دمشق والعالم، الحظر رغم الاستياء الذي لمسه لدى رواد المكان وتأثير ذلك على مورد رزقه.
ويرى صاحب المقهى المشهور بالحكواتي في المسألة قضية أجيال أيضا "فعندما كنت صغيرا لم أكن أجرؤ على دخول المقهى، لكننا الآن نفاجأ بطلاب المدارس ورغبتهم في تدخين النرجيلة في المقاهي" يقول رباط، مضيفا أن "الزمن اختلف ولم يعد الابن يهاب أباه".
يملكها أصحاب نفوذ
أحد عمال المطاعم شكك في إمكانية تطبيق المرسوم لا سيما أن أشهر هذه الأماكن يملكها أصحاب نفوذ سيجدون طريقة للتحايل على تطبيقه، لكنه رأى أيضا دورا سلبيا لبعض العائلات "فعندما كنا نمتنع عن تقديم النرجيلة لمن دون الـ18 كنا نفاجأ بإصرارهم على تنفيذ طلب أبنائهم قائلين إنهم أهلهم وأدرى بصحتهم".
النرجيلة باتت في سوريا
أحد أشكال حسن الضيافة
وقد دعا المركز السوري لأبحاث التدخين إلى سد كل الثغرات كتحديد مساحات للمدخنين "وهي نقطة لم يوضحها المرسوم بدقة، ما يجعل الأمر غير واضح". وأوصى بإصدار آليات تنفيذ قبل انتهاء مهلة الستة أشهر التي سمح بها القانون.
كما أوصى بحملة إعلامية واسعة أسوة بقانون السير لضمان تفهم الناس للمرسوم وتهيئتهم له وليشعروا بجدية الدولة في تنفيذه.
ويقر علوش بأن تطبيق المرسوم يتطلب مسؤولية عامة وتعاون كافة شرائح المجتمع في بلد باتت النرجيلة فيه ظاهرة اجتماعية، لافتا إلى الفرق بين سوريا ودول أخرى كسويسرا "التي رفضت التوقيع على قرار منظمة الصحة لأنها تجد من البديهي تطبيقه".
ويضيف أن النرجيلة أصبحت عند بعض العائلات السورية أحد أشكال التعبير عن الضيافة، ويستشهد بقول إحدى مريضاته إنها إن امتنعت عن تقديم النرجيلة سيقول عنها أقاربها إنها لا تحسن الضيافة.